logo

Art Scene Disrupting the Market Through Inclusion


Art Scene (formerly AI Art Advisor), the next-generation art discovery and evaluation app, is disrupting the art market by combining cutting-edge technology with deep insights into art and aesthetics. Our proprietary "artistic quotient" machine learning system helps users discover their unique taste in art and navigate the art market with confidence. With Art Scene, collecting art is no longer limited to the elite few - our app is democratizing the market and making it accessible to everyone.



5371
portfolio_page-template-default,single,single-portfolio_page,postid-5371,wp-custom-logo,qi-blocks-1.2.7,qodef-gutenberg--no-touch,stockholm-core-2.4,qodef-qi--no-touch,qi-addons-for-elementor-1.7.0,select-theme-ver-9.9,ajax_fade,page_not_loaded,side_area_over_content,,qode_menu_,qode-mobile-logo-set,elementor-default,elementor-kit-550

استكشاف كنوز خالدة في متحف باردو: رحلة عبر الأساطير القديمة

استكشاف كنوز خالدة في متحف باردو: رحلة عبر الأساطير القديمة

استكشاف كنوز خالدة في متحف باردو: رحلة عبر الأساطير القديمة

متحف باردو، الجوهرة التاريخية الكائنة في قلب تونس، هو ملاذ الفن القديم والأساطير. يضم واحدة من أكبر مجموعات الفسيفساء الرومانية في العالم، إنه المكان الذي يتوقف فيه الزمن، ويتحدث التاريخ من خلال تحفه الأثرية. خلال زيارتي الأخيرة، تمكنت من ملاحظة ثلاث قطع مذهلة تروي ببراعة حكايات من الأساطير القديمة. دعوني أشارككم هذه القصص الجذابة والأهمية التاريخية العميقة وراء كل تحفة.

1. بلوتون: إله العالم السفلي

القطعة الأولى التي جذبت انتباهي كانت تمثالاً ملفتاً لبلوتون، المعروف بإله الجحيم في الأساطير اليونانية. يعود تاريخها إلى ما بين نهاية القرن الثاني وبداية القرن الأول قبل الميلاد، ويصور هذا التمثال بلوتون في ثوب قصير مطوي – أسلوب كلاسيكي لتلك الحقبة. تلتقط التفاصيل الدقيقة للثوب جوهر الزي اليوناني القديم، معكسةً براعة الحرفيين في ذلك الوقت.

بلوتو، أو بلوتون باللاتينية، كان يُعبد كحاكم العالم السفلي. من المثير للاهتمام أنه كان يُعرف في البداية باسم هاديس، وهو اسم أصبح تدريجياً مرادفاً للعالم السفلي نفسه. على عكس تصويره في بعض الأساطير كشخصية شريرة، كان بلوتو يُنظر إليه في الديانة اليونانية كإله أكثر رأفة يشرف على الحياة الآخرة. ارتبط اسمه بالثورة بسبب الاعتقاد بأن الثروات المعدنية كانت توجد تحت الأرض وأنه كان يتحكم في خصوبة الأرض.

تتداخل قصة بلوتو بعمق مع قصة بيرسيفونى، زوجته، التي حكمت معه العالم السفلي. تسلط الرواية الضوء على دور بلوتو المزدوج كحاكم صارم وزوج محب. على الرغم من وجود عدد قليل من المعابد المكرسة له، فإن أهمية بلوتو في الأساطير اليونانية عميقة، لا سيما في الأسرار الإليوسينية حيث كان يُعبد إلى جانب بيرسيفونى.

 

2. ديميتر: إلهة الخصوبة

التحفة الثانية التي أثارت إعجابي كانت تصويراً ديميتر، إلهة الخصوبة عند اليونانيين. جالسة بشموخ على العرش ومتوجة، هذا التمثال من نفس فترة قطعة بلوتون، هو شهادة على التميز الفني للنحاتين اليونانيين القدماء.

ديميتر، شخصية مركزية في الأساطير اليونانية، تُعبد كإلهة الطبيعة والنباتات والزراعة. باعتبارها أخت آلهة مثل زيوس وبوسيدون، تحتل مكانة بارزة في المشهد الديني اليوناني. تدور أسطورة ديميتر حول حبها العميق لابنتها بيرسيفونى. تحكي القصة أن بيرسيفونى تم اختطافها من قبل هاديس، مما أغرق ديميتر في حزن عميق، مما تسبب في خصوبة الأرض. تفسر هذه الأسطورة تغير الفصول، حيث يجلب حزن ديميتر الشتاء ويحل الربيع مع عودة بيرسيفونى.

3. بعل حمون: إله الطقس والخصوبة

القطعة الأخيرة التي تركت أثراً لا يُنسى  كانت تمثالاً مهيباً لبعل حمون. يعود تاريخ هذا التمثال إلى القرن الأول قبل الميلاد، ويظهر فيه الإله مزيناً بتاج جالساً على عرش ، يرمز بعل حمون لسلطته على الطقس والخصوبة.

بعل حمون، إله بارز في بانثيون قرطاجة، كان يُصور عادة كرجل كبير في السن بقرون كبش، رمزاً لسلطته وحكمته. كان يُعبد كالإله الرئيسي، المسؤول عن الخصوبة ووفرة الزراعة. استمر عبادة بعل حمون حتى وقت متأخر في العصور القديمة، مما يشير إلى دوره الحيوي في المجتمع القرطاجي.

من المثير للاهتمام أن أصول بعل حمون لا تزال محاطة بالغموض، مع وجود نظريات مختلفة تقترح جذوراً مختلفة لاسمه ورمزيته. كان يُعادل عدة آلهة رومانية ويونانية، بما في ذلك جوبيتر وأبولو، مما يسلط الضوء على التزاوج الديني السائد في الديانات القديمة في تلك الحقبة.

الخلاصة: نافذة على المعتقدات القديمة

لم تكن زيارتي لمتحف باردو مجرد رحلة عبر التاريخ، بل غوص عميق في نسيج الأساطير القديمة. هذه القطع الثلاث – بلوتون، ديميتر، و بعل حمون – ليست مجرد أعمال فنية رائعة؛ إنها رواة لماضٍ حيث شكلت الآلهة والإلهات فهم العالم وظواهره الطبيعية. كل تمثال، بتفاصيله الدقيقة وأهميته الرمزية، يقدم لمحة فريدة عن المعتقدات والقيم والإنجازات الفنية للحضارات القديمة. يواصل متحف باردو، من خلال هذه الكنوز الخالدة، كونه منارة للتراث الثقافي، محافظاً على قصص ماضينا الإنساني المشترك.

 

Date

May 1, 2024

Category

Tunisia